الإثبات العلمي كيف يمكن أن يخلق كلَّ شيء من العدم

الصفر هذا الرقم العجيب نقلهُ الغَربُ عن الشرقِ والحظارات السابقة السالفة , حيثُ لم يكونوا يَعرِفونَهُ , وهذا معناه إنهُم لم يعرفوا الحسابَ ولا الرياضيات بمعناها الكامل, نعم الصفر , أي العدم أي اللأشيْ هذا ما كانَ أولاََ وهو أساس الخلق لكل شيْ في هذا الكون والوجود .

فيقول الكتابُ المقدس : إن الله خلقَ السموات والارضَ والحيوانَ والانسانَ , فنحنُ نعلمُ إن لكلِ شيْ خالق ومبدعُُ . أبدعَ خلقَ الكون الذي تتَلألأُ فيهِ النجومُ على الارضِ , هذا الكوكب الازرق المليْ بالخضرةِ والنباتات والاشجار حيثُ يقِفُ الانسانُ حائراََ أمامَ الجبالِ ويتسأل كيفَ ومتى صُنِعَت؟؟ يقفُ حائراََ وهو يُحاول أن يُحصي الكواكِبَ ليلاََ , ويرى تلاحق الليل بالنهار وكيف يُلاحقُ الصيف الشتاءَ , كيف تتفتَحُ زهرةََ هُنا وتطيرُ فراشةُُ هناك , تشعر وتحس بالخالقِ هنا وهناك وفي كلِ مكان , هذا الخالِق العظيم العجيب إنهُ فعلاََ في كلِ مكان , يداه صنعتا كل شيْ , كَلِمَتهُ إتقنت الدهورَ وهنا نرى كلاماََ يقولُهُ القديس بولص في الانجيل في :

العبرانيين ( 11 - 3 ) : بألإيمانِ نفهَمُ إِنَ الدهور أُتُقِنَت بكلمةِ الله حتى إِنَ المنظورات صُنعَت من الغير منظورات.

ونسألُ هنا هل هناك من يفهَمُ اليوم معنى الكلام الذي قالهُ القديس بولص ؟؟ هل يَفهَمُ الغربُ الذي يَدَعي المسيحيةَ معنى كَلامَهُ ؟؟؟

هل نرجِعُ ثانيةََ لنقولَ للغربِ معنى الصفر ؟؟ معنى العدم ؟؟ معنى أللاشيْ؟؟

هل هذا معقول أن يَتَنَاسى العالمُ , ويَتَغابى الغربُ المدعي الذكاءَ والمدنيةَ والتكنولوجيا ؟

يقولُ علماءُ الغربِ إن هذا الكون تَكَونَ من سديم غازي كان يلفُ الفضاءَ , وحصلَ أن تكاثَفَ الغازُ , وعِبرَ سلسلة من التفاعلات الفيزيائية والكيميائية والنووية شكلَ هذا السديمُ الملتهب الاجرامَ السماوية , فتشكلت النجومُ والارضُ والشمسُ صدفة وأخذت تدورُ في مداراتِها حول بعضِها صدفة , ومُعادلة فيزيائية فَرَضَت نفسها على الشمسِ والارضِ فأخذتا تدورانِ الاولى حولَ نفسِها والثانية حولَ نفسها وحولَ الشمسِ صدفة؟؟ وهنا نسألُ علَماءَ الفيزياء الذرية , " إن لم تدور الشمسُ والقمرُ والارضُ حولَ أنفُسِهِما أما كانوا يجذبون بعضهُم البعض وفي النهاية يصدمون بعضَهم بعضاََ؟؟؟

وهنا نتحدى العلماء فنقولُ لهم , " دعوا أقماركُم الصناعية تَدور حولَ نفسِها وحول الارضِ حتى لا تخرجُ من مداراتها وتسقط" أين فِكر علماءِ الفيزياء؟؟ ألا يَدور الالكترون حول نفسهِ وكذلك حول النواةِ؟؟ ألا يدور النيوترون حول نفسِهِ؟ وإلا لما إستقرت الذرةُ أبداََ؟؟ فنقول قَلِدوا الخالقَ في خلقِهِ , إحسبوا مداراتَ أقماركم من جديد وأحسبوا سرعةَ الدورانِ المطلوبة لها حول الارض وحولَ نفسِها , فستجدون إن أقماركُم تستقرُ في مداراتها.

وهنا نعودُ ثانيةََ الى السديم الملتهب والغازات التي لا نعلَمُ من أين أتت ؟؟ هل من الصعبِ أن نقول إن لها خالقاََ ؟؟ ونسألُ أصحابَ النظرية الناقصة المغلوطةِ المقلوبةِ رأساََ على عَقِب , " من أينَ جاءَت الغازات التي كونت بتكاثُفِها وتفاعلاتها هذا الكون؟"

ولنُسَلِمَ إنها كانت هناك منذُ الازل ومن دون أن نحاول أن نعلمُ من أين جاءَت , ونتحدى كل واحدِِ فيكم يا سادتي الكرام عالِمُ الفيزياءِ قبل الكيمياءِ والذرةِ قبلَ ألإلحادِ الكاملِ ونسألُ , " مِن أينَ أتى هذا الذي تُسمونهُ الفضاءَ ؟؟؟ من خلَقَهُ ؟؟ من كونَهُ ؟؟ من أوجَدَهُ ؟؟ فأنتُم تعلمونَ إن خلق الفراغ أصعَبُ بكثير عليكم من إستحداثِ الغاز من موادِِ مختلفة وتفاعلاتِِ جمةِِ. هذا الفراغ الذي تستعملون المُفرِغات لتكوينهِ وبعد التعبِ والجهدِ ترجِعونَ لتقولوا لنا , " أن لا وجود للفراغِ الصِناعي المطلقِ " . أي للفضاءِ المطلقِ . وأضربُ لكُم يا سادتي مثلاََ فعند صناعةِ المصابيح الكهربائية وبعد فشَلِ المُفَرِغات التي تعملُ جاهدة لإفراغِهِ يتبقى بعضُُ من ذراتِ الهواءِ في المصباحِ مما يَتَسَبَبُ في حرقِهِ حالَ مرورِ التيار الكهرُبائي فيهِ , ولِمُعالَجَةِ الموقِفِ تضعونَ مادةََ كيميائية لتَتفاعَل مع ذراتِ الهواءِ المُتًَبقيةِ بالحرارةِ وتَترسبُ كَراسِبِِ أسود اللون على جدارِ المصباحِ فتتَخَلصونَ من المشكلةِ . فأنتُم لا تستطيعونَ يا سادتي صنعَ الفراغِ المُطلَقِ , فمن أوجَدَهُ لكم لِتضعوا سديمكُم فيهِ؟؟ من صنعَهُ من أعجَزَ هذا الفضاءَ الذي يَتَقَلَصُ ويَتَمَددُ ليحوي هذهِ الكواكِب التي تقولونَ إنها صُنِعَت صدفةََ من سديمَكُم الذي جاءَ صدفة , ومن أين؟ يا ليتكُم كُنتُم أنتُم تعلمون فتُخبرونا ؟؟؟

في البداية كان عندكم الارقام , وكانت أرقامكم ناقصة وبدونِ معنى , فقُلنا لكُم أضيفوا إليها رقماََ نسيتموه فيصبحُ لأرقامكم طعم ومعنى , أضيفوا اليها مِلحَ الارقام هذا الصفر الذي نسيتموه وبعد ذلكَ تذوقوها فتجِدونَ الجَبرَ والحسابَ والعلومَ لها طعمُُ ومعنى . فَسِرتُمُ وسَارَ الزمنُ وقطعتُم شوطاََ مِقداره ما وصلتُم اليهِ اليوم من الحضارةِ والمدنيةِ وما تُسَمونَهُ تكنولوجيا , وشيئاََ فشيئاََ نسيتُم طعمَ الصِفرِ وفقدتُم معناهُ , وأصبحَ حجراََ ودائرةََ في حاسِباتِكُم وكومبيوتراتِكُم ثُم ذهبتُم بَعيداََ بِعَدَمِ إيمانِكُم فأخذتم تفغَرونَ الشفاهَ على الخالقِ فَأنكَرتُموهُ .

وأصبح الذي يدعي الإيمانَ فيكم لا يعلَمُ لا معنى ولا مغزى إيمانهِ . فأخذتُم تُفَسِرونَ كلَ شيْ بالماديات , وتهتُم , وتاهَ البَشَرُ من حولِكُمُ , تاهوا في المادةِ والعلومِ والكوارِثِ فزاغوا عن الإيمانِ و الكِتابِ المقَدَسِ , فأصبحَ لَكُم مُجردَ كِتاب وزغتُم يا أهل الحضارةِ والتكنولوجيا والعالمِ الجديدِ فأصبح لَكُم فِكرُُ مِعوجُُ تتكلمونَ عن حقوقِ الإنسان لكُم ولا تمنحونَ حقوقَ الحيوانِ لغيرِكُم , ولذا فلِهذا الجيلِ الاعوج المُرتَد نقولُ ما قالَهُ السيد المسيح لمن قَبلكم , " لا تُعطى لَكُم آية إلا آية يونان النبي" وها نحنُ نُعطي لكم آيةََ من عِلمِكُم والتكنولوجيا التي بين أيديكُم , فإِعلموا بِأن لهذا الكونِ خالِقاََُ وهو الذي سَيجعَلُ هذا الكونِ جديداََ حيثُ يقولُ :

" إني ساخلِقُ كلَ شيْ جديداََ سماءََ جديدة وأرضاََ جديدة , فأكتُب فإن هذهِ الكلمات صدقُُ وحقُُ ". عالمُُُ ترعى فيهِ الشاةُ مع الاسدِ , وليس عالم القنابل الذكية والغبية والنووية التي تساقطُت وستَتَساقَط على روؤسِ بني البشرِ .

والان دعنا نرى ما يقولهُ آينشتاين في مُعادلةِِ من مُعادلاتِهِ , وما تخرجُ أمريكا علينا بين الحين والآخرِ واهمة مدعية بأنها تمكنت من تطبيقِ هذه المعادلة والحصولِ على ما يُسمى بأللامادة فتَنقِلُ الاخبارُ ذلك ثُم تعودُ لِتنفيها ثانيةََ .

فيتباهى العُلماءُ الامريكان بشيِِْ لم يحصلوا عليهِ وإن تمكنوا من ذلك لَفَنِيَ بعدَ حصولهم عليهِ مباشرة . فدعونا نضع هذهِ المعادلة التي وردت في الفيزياءِ الذريةِ أمامنا ونحاول أن نفهم معناها , لعلَ الغرب يفهمُ معناها ومعنى الصفر.

تقول المعادلة :

المادة + ( اللامادة ) = صفر .........أي المنظور + اللامنظور = صفر .......( كلام بولص )

المادة + ( - المادة ) = صفر ...... .....أي .................. M + ( - M ) = ZERO

فلو أخذنا صفراََ وكان لنا مقدرةُ الخالقِ لأخرجنا من الصِفرِ كيلوغراماََ واحداََ من المادةِ فنحصَلُ في نفسِ الوقتِ على كيلوغراماََ واحداََ من اللامادةِ أيضاََ أي ضِد المادةِ , ولو فرقنا بين الاثنين (ما لا تستطع أمريكا وعُلمائها من عملهِ ) لنتجَ عندنا كتلتين الواحدة من المادة والأُخرى من اللامادةِ وبينَهُما مسافَةُُ تمنَعُ إتحادهِما أو تجاذبهما , فلو إقتربتا من بعضِهِما لأصبحتا فُجأة صفراََ ثانيةََ .

والان دعنا نُكَرِرُ هذهِ العملية مئات والوف وملايين وبلايين وما لا نهاية لهُ من المرات فينتِجُ لدينا ما لا نهاية لهُ من المادة وزناََ وأيضاََ ما لا نهاية لهُ من اللامادة وزناََ وعلى مسافةِِ فاصلةِِ كافيةِِ تفصِلُ بينهُما. والان لو كان لنا مقدِرةُ الخالِقِ , نأخِذُ من المادةِ ما يُساوي وزنَ الارضِ ونصنَعُ أرضاََ خاويةََ خَرِبةََ خاليةََ كما جاءَ في سِفرِ التكوين , ولأخذنا من المادةِ ما يُساوي وزنَ الشمسِ ونصنَعُ شَمساََ , وهكذا كلِ النجومِ والكواكِبِ الباقيةِ الواحدةِ تلو الأُخرى ونضعُها في مداراتِها التي تَحكُمها .

أما اللامادة فنجمعهَا مع بعضِها البعض ونحنُ نعلمُ بان علم الفيزياء يقول كلما زادت المادة ( أو اللامادة ) فإنها تتَجاذب مع بعضها البعض , وقوةِ الجذب هذهِ والضغط الناتجُ من تراكم المادةِ ( أو اللامادة ) على بعضِها يُزيدُ من كثافَتها ( كما يحصل في مركزِ الارضِ أو الشمسِ أو أي كوكَبِِ آخر ) وإذا أصبح الوزن الاجمالي أو الكتلة الاجمالية كما في مثالِنا ما لا نهاية لَهُ , فحينَئِذِِ يصبحُ حجمُ الكوكَبِ صِفراَ أو بقدرِ رأسِ الدبوس وكَثافتَهُ تصبحُ ما لا نهاية لها ومن قانون الفيزياءِ الطبيعيةِ نرى :

الكتلة = الكثافة × الحجم ......أو .........الكتلة/ الكثافة = الحجم

أي ......الكتلة / الما لا نهاية لها من الكثافة = الحجم = صفراََ.

وهذا ما نفرِضهُ هنا بوضعِ هذهِ الفرضية ونُسَميها فرضية الشرقِ , فنقولُ إن الثقوب السوداء ليسَت إلا تَجَمعات من المالانهاية لهُ من اللامادةِ بحيث أصبحَ حجمها صفراََ في الفضاءِ ( مثل رأس الدبوس ) وكثافَتُها مألانهاية لها وكتلَتُها السالبة مالانهاية لها.

ولِذا فإن جاءَت أية مجرة أو كوكب في مجال جاذبية الثقب الاسود فإنها تُسحَبُ الى الداخل , داخِلَ رأسِ الدبوسِ , وتتَلاشى في رأس الدبوسِ ( في الصفرِ ) بحيث تصبح صفراََ , وحَسَبِ نفسِ القانون يصبح :

المادة المحدودة ( كوكب أو مجرة ) + مالانهاية لهُ من اللامادة = مالا نهاية لهُ من اللامادة

ومهما تكون كتلة مجرة ما أو كوكبِِ ما فإنها تَتَحِدُ بما يُساويها من كتلة اللامادة في الثُقب الاسود , ويبقى لدينا ثقباََ أسوداََ حجمهُ قدر رأس الدبوس وكتلتهُ ما لانهاية لها . كما في المعادلةِ أعلاه .

فتكوين الارض والنجوم والكواكب الأُخرى تُفَسِرَهُ هذهِ النظرية العلمية ويصبح كما ترون جائزاََ ومن الصفر , وبعدما حصَلتُم أنتُم على القانون من بحوثِكُم لستُم تُصَدِقونهُ . فآيتِكُم أيُها السادة من فيزيائِكُم يا أيُها المُتباكونَ على العلمِ الذي لا ينفي وجود الله وإنما يؤكدهُ . والان نسالكم أيها السادة العُلماء وهذا هو لكُم التحدي , نحنُ أثبتنا لكُم تكوين الكون من فيزيائكُم ومن الصفر المُطلق , والان إخلقوا أنتُم لنا الصفر المطلق ( الفضاء المطلق ) إن إستطعتُم إلى ذلك سبيلاََ ؟؟

ونسال : أيُهُما أصعبُ على الخلق هذا الكون أم الصفر والعدم ؟ تُرى هل تَمَعَنتُم في الصفر وفَهِمتُم معناهُ ؟ نعم يا عُلماء الذرةِ أين أنتُم من الصفر , كل هذهِ الحِضارة وهذهِ المدنية وهذهِ التكنولوجيا ولا تستطيعونَ أن تَخلِقوا صفراََ مُطلقاََ واحداََ .

فإن كُنتُم لا تَفهمون الارضيات , فكيف ستفهمون السماويات يا سادة ؟؟؟

فالله خلقَ هذا الكون , وهذهِ الارض , وهذهِ الانسانية , فهو الذي يأتي بالنظام العالمي الجديد , أرضاََ جديدة وشعباََ مُختاراََ جديداََ كما جاءَ ذلك في الرؤيا , وليس النظام العالمي الجديد الذي سَتَجلِبَهُ علينا أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألأُمم المعوجة المتحدة بأمريكا , عالم نهبِ النفطِ وسرِقَةِ خيراتِ الشعوبِ وخنقِ حقوقِ الانسان وقَتلِهِ .

بقلم / نوري كريم داؤد

18 / 06 / 2006 



"إرجع إلى ألبداية "